عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار: متى نحتاجها وما مميزاتها؟

عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار

أصبحت عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار من أهم التحولات في مجال جراحات الأنف والأذن والحنجرة خلال العقود الأخيرة. إذ انتقلت الجراحة من فتحات واسعة في الوجه وعظام الأنف إلى تدخلات دقيقة عبر فتحتي الأنف فقط، مع رؤية مكبّرة لتفاصيل التجويف الأنفي والجيوب الأنفية.
هذا التطور جعل المريض يبحث أكثر عن الأطباء الذين يجمعون بين الخبرة الأكاديمية والمهارة العملية في استخدام المنظار، ومن بينهم الأستاذ الدكتور حسام الشريف افضل دكتور انف واذن وحنجره في مصر، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب جامعة طنطا، واستشاري جراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بالمنظار.

 

ما هي الجيوب الأنفية ولماذا يحدث فيها مشاكل؟

الجيوب الأنفية عبارة عن فراغات هوائية داخل عظام الوجه والجمجمة، متصلة بتجويف الأنف بقنوات صغيرة دقيقة. وظيفتها المساعدة في:

  • ترطيب الهواء الداخل إلى الأنف.

  • تخفيف وزن عظام الوجه والجمجمة.

  • المساهمة في طنين الصوت وجودته.

عندما تلتهب بطانة هذه الجيوب أو تُغلق فتحاتها، تتراكم فيها الإفرازات، فيشعر المريض بـ:

  • صداع أو ثقل في الوجه.

  • انسداد في الأنف وصعوبة في التنفس.

  • رشح مزمن أو إفرازات خلف الأنف.

  • أحيانًا ضعف في حاسة الشم أو فقدانها جزئيًا.

في البداية يكون العلاج دوائيًا، لكن في بعض الحالات تتطور المشكلة إلى التهاب مزمن يحتاج إلى عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار كحل علاجي فعّال.

 

ما المقصود بعمليات الجيوب الأنفية بالمنظار؟

يقصد بـ عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار تلك الجراحات التي تُجرى باستخدام منظار دقيق يدخل عبر الأنف، موصول بكاميرا تعرض صورة مكبرة وواضحة لداخل الأنف والجيوب على شاشة أمام الجراح.

عن طريق هذا المنظار، يمكن للجراح أن:

  • يصل إلى فتحات الجيوب الأنفية من داخل الأنف.

  • يوسّع الفتحات الضيقة.

  • يزيل الزوائد اللحمية أو الأنسجة المتضخمة التي تعوق التصريف.

  • ينظف الالتهابات المزمنة والتجمعات المتكررة داخل الجيوب.

كل ذلك دون الحاجة إلى فتحات خارجية في الجلد، مما يحافظ على شكل الوجه، ويقلل من الأذى الواقع على الأنسجة المحيطة.

 

متى نلجأ إلى عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار؟

لا يُنصح باللجوء إلى عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار من أول مرة يشتكي فيها المريض من التهاب جيوب أنفية. بل هناك خطوات علاجية تسبق الجراحة، أهمها الأدوية المناسبة، وبخاخات الأنف، وتنظيم الحياة اليومية.
لكن توجد حالات واضحة يكون فيها التدخل بالمنظار خيارًا منطقيًا وقويًا، مثل:

  • التهاب الجيوب الأنفية المزمن الذي يستمر لشهور طويلة رغم العلاج الدوائي.

  • تكرار نوبات الالتهاب أكثر من مرة في العام، مع تأثير ملحوظ في حياة المريض اليومية.

  • وجود لحميات أنفية أو زوائد لحمية داخل الأنف والجيوب تؤثر في التنفس والشم.

  • انسداد واضح في فتحات الجيوب يظهر في الأشعة المقطعية.

  • مضاعفات في العين أو داخل الجمجمة مرتبطة بالتهاب الجيوب، وهي حالات دقيقة تحتاج خبرة عالية في جراحات قاع الجمجمة.

هنا يأتي دور التقييم المتخصّص من طبيب لديه خبرة واسعة في مناظير الأنف والجيوب، مثل الأستاذ الدكتور حسام الشريف، لتحديد ما إذا كان الوقت مناسبًا للجراحة، وما نوع التدخل المطلوب.

 

كيف يستفيد المريض من عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار؟

الهدف من عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار ليس مجرد “تنظيف” مؤقت، بل إعادة فتح القنوات الطبيعية، وتحسين التهوية داخل الجيوب، وتقليل فرص عودة الالتهاب المزمن.
من أبرز الفوائد التي يلمسها المريض بعد نجاح العملية:

  • تحسن ملحوظ في التنفس من الأنف.

  • انخفاض الشعور بثقل الرأس والصداع المرتبط بالجيوب.

  • تقليل نوبات الالتهاب المتكررة والاعتماد المستمر على المضادات الحيوية.

  • تحسن حاسة الشم في كثير من الحالات التي كان فيها الانسداد عاملًا رئيسيًا.

  • تخفيف الشخير أو انسداد الأنف الليلي في بعض المرضى الذين كان انسداد الأنف هو السبب الأساسي.

إضافة إلى ذلك، فإن استخدام المنظار يساعد الجراح على رؤية أدق لتفاصيل تجويف الأنف وقاع الجمجمة، ما يجعل التدخل أكثر دقة وأمانًا في الحالات المعقدة.

 

مميزات عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار مقارنة بالجراحة التقليدية

تميزت عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار عن الجراحات التقليدية بعدة مميزات جعلتها الخيار الأول في المراكز المتقدمة، ومن أهم هذه المميزات:

  • عدم وجود شقوق خارجية في الوجه.

  • رؤية مكبرة وواضحة لتجويف الأنف والجيوب، مما يزيد من دقة الجراحة.

  • الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأنسجة السليمة، مع إزالة الجزء المسبب للمشكلة فقط.

  • تقليل فقد الدم أثناء العملية في كثير من الحالات.

  • إمكانية دمج الجراحة مع إجراءات أخرى في الأنف، مثل تصحيح الحاجز الأنفي أو التعامل مع لحميات الأنف.

  • غالبًا ما تكون فترة النقاهة أقصر مقارنة بالطرق القديمة.

هذه المزايا تعني أن المريض يحصل على علاج جذري نسبيًا مع تقليل الأذى غير الضروري للأنسجة، لكن بشرط أن تُجرى العملية على يد جراح متمرس.

 

دور خبرة الجراح في عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار

رغم أن التقنية متطورة، فإن نجاح عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار يرتبط أولًا وأخيرًا بـ خبرة الجراح. فالتعامل مع الجيوب الأنفية يتطلب فهمًا عميقًا لعلاقاتها المعقّدة مع:

  • تجويف الأنف.

  • المدار المحيط بالعين.

  • قاع الجمجمة.

أي خطأ بسيط قد يقترب من العين أو المخ، لذلك يحتاج المريض إلى طبيب:

  • متخصص في جراحات الأنف والجيوب الأنفية بالمنظار.

  • يمتلك خبرة أكاديمية كأستاذ جامعي متابع لآخر التطورات العلمية.

  • وخبرة عملية من خلال مئات الحالات التي تم التعامل معها بنجاح.

هذا ما يتميز به الأستاذ الدكتور حسام الشريف، بصفته أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، واستشاري جراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بالمنظار، إذ يجمع بين العمل الأكاديمي والعملي، والمشاركة في ورش عمل ومؤتمرات متخصصة في هذا المجال.

 

كيف تتم عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار خطوة بخطوة؟

رغم أن التفاصيل الدقيقة تختلف من حالة إلى أخرى، فإن المريض يمكنه أن يتصور الخطوات العامة لـ عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار على النحو التالي:

  1. التقييم والتحضير.
    يشمل:

    • فحص الأنف والجيوب بالمنظار في العيادة.

    • طلب أشعة مقطعية على الجيوب الأنفية.

    • تقييم التاريخ المرضي والأدوية الحالية والحساسية إن وجدت.

  2. التخدير.
    غالبًا ما تُجرى العملية تحت بنج كلي لضمان راحة المريض وثباته أثناء التدخل.

  3. إدخال المنظار عبر الأنف.
    يضع الجراح المنظار داخل الأنف دون أي شق خارجي، ويشاهد داخل الأنف والجيوب على شاشة أمامه.

  4. فتح وتنظيف الجيوب.
    باستخدام أدوات دقيقة، يتم:

    • توسيع فتحات الجيوب التي أغلقتها الالتهابات أو الزوائد.

    • إزالة الزوائد اللحمية أو الأنسجة المريضة.

    • تنظيف الإفرازات المتراكمة داخل الجيوب.

  5. ضبط النزيف والتأكد من استقرار الوضع.
    يتم التأكد من نظافة تجويف الأنف والجيوب، وضبط أي نزيف خفيف داخل العملية.

  6. الاستفاقة والمتابعة.
    ينقل المريض لغرفة الإفاقة ثم إلى غرفته لمراقبة أولية قبل خروجه حسب تقدير الطبيب.

هذه الخطوات العامة تتكيف مع نوع المشكلة، فبعض الحالات تكون بسيطة، وأخرى معقدة خاصة إذا كانت مرتبطة بقاع الجمجمة أو محجر العين.

 

ماذا بعد عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار؟

مرحلة ما بعد الجراحة لا تقل أهمية عن العملية نفسها. ومن التوقعات والتعليمات الشائعة بعد عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار:

  • الشعور بانسداد نسبي في الأنف في الأيام الأولى بسبب التورم الداخلي أو الحشو المؤقت إن استُخدم.

  • وجود إفرازات دموية خفيفة من الأنف لفترة قصيرة.

  • الحاجة إلى غسول ملحي للأنف لفترة يحددها الطبيب، للمساعدة في تنظيف الأنف وتسريع التئام الأنسجة.

  • تجنب حك الأنف أو النفخ بعنف في الأيام الأولى.

  • الالتزام بالأدوية الموصوفة بدقة، سواء كانت مضادات حيوية أو مضادات التهاب أو بخاخات معينة.

  • حضور زيارات المتابعة المقررة، حيث يقوم الطبيب بتنظيف الأنف بمنظار العيادة والتأكد من سير الالتئام بشكل سليم.

وجود طبيب متابع مثل الأستاذ الدكتور حسام الشريف يمنح المريض طمأنينة أكبر في هذه المرحلة، إذ يمكنه التعامل مبكرًا مع أي مشكلة بسيطة قبل أن تتفاقم، ويضبط خطة العلاج بعد العملية وفقًا لاستجابة كل مريض.

 

لمن تناسب عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار ولمن لا تناسب؟

لا يمكن القول إن عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار مناسبة للجميع دون استثناء، فهناك حالات يكفي فيها العلاج الدوائي أو تعديل أسلوب الحياة، وهناك حالات يكون فيها التدخل الجراحي ضرورة طبية.
تناسب الجراحة عادةً:

  • المرضى الذين يعانون من التهاب جيوب أنفية مزمن مؤكد بالأشعة والفحص، ولم يستجيبوا للعلاج الدوائي بشكل كافٍ.

  • المرضى الذين لديهم لحميات أنفية تؤثر في التنفس والشم.

  • بعض الحالات التي تعاني من مضاعفات في العين أو داخل الجمجمة ناتجة عن الجيوب.

قد يُؤجَّل التدخل أو يُعاد تقييمه في حالات معينة، مثل وجود أمراض عامة غير مستقرة، أو عدم استعداد المريض للالتزام بتعليمات ما بعد الجراحة.

هنا تظهر أهمية الاستشارة المتخصصة مع طبيب مثل الدكتور حسام الشريف، الذي يوضح للمريض بدقة:
هل هو في حاجة فعلية للجراحة؟
ما المتوقع من العملية؟
وما البدائل المتاحة إن وُجدت؟

 

الخلاصة

تُعد عمليات الجيوب الأنفية بالمنظار نقلة نوعية في علاج التهابات الجيوب المزمنة واللحميات الأنفية ومضاعفاتها، لأنها تسمح برؤية أدق وتدخل أقل إضرارًا بالأنسجة، مع نتائج مريحة للمريض على المدى البعيد بإذن الله.
نجاح هذه العمليات يعتمد على تشخيص سليم، واختيار التوقيت المناسب، وخبرة الجراح في التعامل مع تفاصيل الأنف والجيوب وقاع الجمجمة.
اختيار استشاري متخصص مثل الأستاذ الدكتور حسام الشريف يمنح المريض فرصة للحصول على تقييم علمي دقيق لحالته، وخطة علاجية متكاملة، وتدخّل جراحي بالمنظار عند الحاجة، مع متابعة منظمة بعد العملية.
في النهاية، الهدف من هذه الجراحات ليس فقط التخلص من الصداع أو انسداد الأنف، بل استعادة القدرة الطبيعية على التنفس والعيش بنشاط وراحة، بعيدًا عن معاناة الالتهابات المتكررة وأثرها على جودة الحياة اليومية.

شارك المقالة:
د. حسام الشريف

أستاذ الأنف والأذن والحنجرة – كلية الطب، جامعة طنطا

عناوين العيادات

عيادة طنطا
مركز ايجنت طنطا
عيادة ايتاى البارود
عيادة سيتى كلينيك
مركز ايجنت التجمع الخامس
عيادات كليوباترا التجمع الخامس

مقالات ذات صلة