كثير من الآباء والمرضى يسمعون مصطلح استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد عند زيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة، ويتساءلون فورًا: ما الفرق بينه وبين استئصال اللوز التقليدي؟ وهل هو فعلًا أخف في الألم وأسرع في التعافي؟ وهل هناك مخاطر إضافية؟.
هذه التقنية أصبحت اليوم من الخيارات المتقدمة في جراحات اللوز، لأنها تعتمد على طاقة موجات التردد الراديوي منخفضة الحرارة بدلًا من الحرارة العالية المستخدمة في الكيّ الكهربائي، مما يقلل من حدوث تلف حراري في الأنسجة المحيطة، وبالتالي يساعد – في كثير من الدراسات – على تقليل الألم بعد الجراحة، وتقليل النزيف، وتسريع التئام الجرح مقارنة ببعض الطرق التقليدية في استئصال اللوزتين.
في هذا السياق يبرز دور الأطباء المتخصصين في جراحات الأنف والأذن والحنجرة، وعلى رأسهم الأستاذ الدكتور حسام الشريف، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة، والحاصل على دكتوراه في التخصص من جامعة جينيف بسويسرا، والمتخصص في مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، وجراحات الأنف والأذن المتقدمة.
ما المقصود باستئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد؟
المصطلح يجمع بين عنصرين أساسيين:.
- الكوبليشن:. تقنية تعتمد على استخدام مجال بلازما منخفض الحرارة ناتج عن موجات تردد راديوي داخل محلول ملحي، حيث يتم تفكيك نسيج اللوزتين في مستوى دقيق مع إغلاق الأوعية الدموية الدقيقة في الوقت نفسه، بدرجات حرارة تقارب ٦٠–٧٠ درجة مئوية، وهو أقل بكثير من درجات الحرارة المستخدمة في الكيّ الكهربائي التي قد تتراوح بين ٤٠٠–٦٠٠ درجة مئوية.
- بالتبريد (البرودة النسبية):. المقصود هنا ليس “التجميد الكامل” بقدر ما هو انخفاض درجة الحرارة المستخدمة مقارنة بالطرق الحرارية التقليدية، مما يترجم عمليًا إلى ألم أقل، وضرر حراري أقل، وتعافٍ أسرع في كثير من الحالات.
بهذا الأسلوب يمكن للطبيب أن يستأصل نسيج اللوزتين بدقة مع المحافظة قدر الإمكان على الأنسجة المحيطة، خاصة عند الأطفال الذين يحتاجون إلى تقنية لطيفة تقلل من فترة النقاهة.
لمن يُنصح باستئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد؟
قرار استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد لا يُتخذ لمجرد وجود التهاب بسيط عابر، وإنما بعد تقييم واضح للحالة، من خلال تاريخ مرضي وفحص دقيق. من الحالات التي قد تستفيد من الجراحة:.
- التهابات لوز متكررة تؤثر في الدراسة أو العمل، أو تترافق مع ارتفاع حرارة متكرر وصعوبة في البلع.
- تضخم شديد في اللوزتين يسبب صعوبة في التنفس أثناء النوم، أو شخيرًا واضحًا، أو توقفًا بسيطًا في التنفس الليلي عند الأطفال.
- تضخم لوزتين يرافقه مشاكل في الأذن الوسطى أو اللحمية أو الجيوب الأنفية، ضمن خطة علاج شاملة لمجرى الهواء العلوي.
- حالات يعاني فيها المريض من حساسية شديدة للمسكنات أو طول فترة النقاهة، فيكون تقليل الألم بعد العملية هدفًا مهمًا.
هنا تأتي أهمية أن يقيم الحالة استشاري أنف وأذن وحنجرة صاحب خبرة كبيرة في جراحات اللوز، ليقرر ما إذا كانت هذه التقنية هي الأنسب، أم أن أسلوبًا آخر سيكون أفضل للمريض.
كيف تتم عملية استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد؟
من منظور المريض، تسير العملية عادة في خطوات واضحة ومنظمة:.
- التقييم ما قبل الجراحة.
يتم فيه:.- أخذ تاريخ مرضي مفصل عن عدد مرات الالتهاب وشدة الأعراض.
- فحص الحلق واللوزتين، وفحص الأنف والأذن عند الحاجة.
- طلب تحاليل روتينية للتخدير، وفحوص إضافية إذا استدعت الحالة.
- التخدير الكلي.
تتم معظم عمليات استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد تحت بنج كلي لضمان راحة المريض وثباته أثناء الجراحة. - استخدام جهاز الكوبليشن.
- يُدخل الطبيب أداة الكوبليشن المخصصة للوزتين إلى منطقة الحلق.
- تعتمد الأداة على مجال بلازما منخفض الحرارة لتفكيك نسيج اللوزتين في المستوى المطلوب.
- في الوقت نفسه تساعد الطاقة المستخدمة على إغلاق الأوعية الصغيرة وتقليل النزيف.
- التأكد من السيطرة على النزيف.
يفحص الجراح مكان اللوزتين بعد استئصالهما، ويتأكد من استقرار الوضع. - الاستفاقة والمتابعة الأولية.
ينقل المريض لغرفة الإفاقة، ثم إلى غرفته أو يخرج في نفس اليوم حسب تقدير الطبيب وحالة المريض.
من المهم أن يعرف المريض أن هذه الخطوات جزء من بروتوكول منظم، الهدف منه جعل العملية أكثر أمانًا وانضباطًا.
مميزات استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد
الدراسات المقارنة بين استئصال اللوزتين بالكوبليشن وبعض الطرق الأخرى تشير إلى عدة مميزات مهمة في كثير من الحالات، من أبرزها:.
- ألم أقل بعد الجراحة.
عدد من الأبحاث أوضحت أن المرضى – خاصة الأطفال – يشعرون عادة بدرجات ألم أقل، ولفترة زمنية أقصر بعد الجراحة باستخدام الكوبليشن مقارنة ببعض الطرق الحرارية التقليدية، مما يسهّل عودتهم للأكل والنشاط اليومي. - نزيف أقل أثناء وبعد العملية.
لأن التقنية تعتمد على مجال بلازما منخفض الحرارة يغلق الأوعية الدقيقة في أثناء استئصال النسيج، فإن احتمال النزيف يكون أقل في كثير من السلاسل الإكلينيكية، خاصة فيما يتعلق بالنزيف المتأخر بعد العملية. - تلف حراري أقل للأنسجة المحيطة.
انخفاض درجة الحرارة يقلل من امتداد الحرارة للعضلات المحيطة، ما يساعد على سرعة التئام الجرح، وتقليل الإحساس بالألم. - عودة أسرع للحياة الطبيعية.
في كثير من الحالات، يعود الطفل أو المريض البالغ لنشاطه المعتاد، والمدرسة أو العمل، بصورة أسرع من الطرق التقليدية، مع اختلاف ذلك من شخص لآخر بالطبع.
مع ذلك تبقى هذه المميزات نسبية، ولا بد أن تُفسَّر في ضوء كل حالة على حدة، وتحت إشراف طبيب متمرس.
هل استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد بلا عيوب؟
مثل أي تقنية جراحية، لا يمكن القول بأنها خالية تمامًا من العيوب. من النقاط التي يجب توضيحها للمريض:.
- قد لا يكون الفرق في الألم أو النزيف كبيرًا في كل الدراسات أو عند كل المرضى، فهناك أبحاث تُظهر تفوقًا واضحًا للكوبليشن، وأبحاث أخرى تعتبر الفارق محدودًا.
- تكلفة الأجهزة والمستهلكات الخاصة بالكوبليشن أعلى من بعض الطرق التقليدية، مما قد ينعكس على تكلفة العملية في بعض المراكز.
- التقنية تحتاج إلى منحنى تعلُّم وخبرة من الجراح، واستخدامها الأمثل يتطلب تدريبًا جيدًا وفهمًا لطبيعة الطاقة المستخدمة حتى لا يحدث حرق لأنسجة أعمق من المطلوب.
هنا يظهر دور خبرة الجراح في اختيار المريض المناسب للتقنية، واستخدامها بأعلى درجات الأمان.
دور خبرة الدكتور حسام الشريف في هذا النوع من الجراحات
عند الحديث عن استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد، فإن التقنية وحدها لا تكفي. الأهم هو من يمسك بالأداة، وكيف يخطط للجراحة من البداية للنهاية.
الأستاذ الدكتور حسام الشريف:.
- أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب – جامعة طنطا.
- حاصل على دكتوراه الأنف والأذن والحنجرة من جامعة جينيف – سويسرا.
- متخصص في مناظير الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، وجراحات الأنف والأذن المتقدمة.
هذه الخلفية العلمية والعملية تمنحه قدرة على:.
- تقييم كل حالة من حالات اللوز بصورة متكاملة، وليس من زاوية الالتهاب فقط.
- اختيار ما إذا كان المريض يحتاج فعلًا إلى استئصال، أم يمكن الاكتفاء بخطة علاج دوائي منظمة.
- تحديد ما إذا كانت تقنية الكوبليشن بالتبريد هي الأنسب، أم أن أسلوبًا آخر سيكون أفضل وفقًا لعمر المريض وطبيعة النسيج وحالته العامة.
- دمج جراحات اللوز مع إجراءات أخرى عند الحاجة، مثل استئصال اللحمية أو التعامل مع القرنيات الأنفية أو مشكلات الأذن الوسطى، ضمن رؤية واحدة متكاملة.
ما يتوقعه المريض بعد استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد
بعد العملية، هناك نقاط رئيسية يشرحها الطبيب للمريض أو لذوي الطفل:.
- ألم في الحلق عند البلع في الأيام الأولى، لكنه غالبًا ما يكون أقل حدة، ويمكن السيطرة عليه بالمسكنات الموصوفة.
- إمكانية وجود إفرازات بسيطة مدمّاة من الفم أو اللعاب في اليوم الأول أو اليومين التاليين، وهذا غالبًا طبيعي ما دام في الحدود المتوقعة.
- أهمية الالتزام بـ:.
- شرب سوائل باردة أو بدرجة حرارة الغرفة.
- تناول أطعمة لينة وسهلة البلع في البداية.
- تجنب الأطعمة الحارة أو القاسية أو ذات الحواف الحادة لفترة يحددها الطبيب.
- تجنّب المجهود البدني العنيف، والرياضات الصادمة، حتى يسمح الطبيب بالعودة الكاملة للنشاط.
- الحضور في مواعيد المتابعة، حيث يفحص الطبيب مكان اللوزتين، ويطمئن على التئام الجرح وتحسّن الأعراض.
الالتزام بهذه التعليمات جزء أساسي من نجاح العملية، تمامًا مثل دقة الجراحة نفسها.
الخلاصة
استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد يمثل نقلة مهمة في جراحات اللوز؛ لأنه يجمع بين طاقة منخفضة الحرارة ودقة عالية في استئصال النسيج، مع تقليل الألم والنزيف وفترة النقاهة في كثير من المرضى مقارنة ببعض الطرق التقليدية.
لكن نجاح هذه التقنية لا يعتمد على الجهاز وحده، بل على خبرة الاستشاري الذي يقيِّم الحالة، ويختار التوقيت والأسلوب الأنسب، ويشرح للمريض كل التفاصيل قبل وبعد الجراحة.
اختيارك المتابعة مع أستاذ متخصص مثل الأستاذ الدكتور حسام الشريف افضل دكتور انف واذن وحنجره في مصر يضمن لك – بإذن الله – تشخيصًا دقيقًا، وقرارًا جراحيًا محسوبًا، واستفادة حقيقية من مزايا استئصال اللوزتين بالكوبليشن بالتبريد في إطار خطة علاجية آمنة ومتوازنة تهدف أولًا وأخيرًا إلى راحة المريض وتحسين جودة حياته اليومية.