جهاز الكوبليشن في جراحات الأنف والأذن والحنجرة: متى نحتاجه وكيف يفيد المريض؟

جهاز الكوبليشن

مع تطوّر تقنيات جراحات الأنف والأذن والحنجرة، ظهر جهاز الكوبليشن كأحد أهم الأدوات الحديثة التي تهدف إلى تقليل الألم بعد الجراحة، وتقصير مدة التعافي، مع الحفاظ قدر الإمكان على الأنسجة السليمة. كثير من المرضى يسمعون عن هذه التقنية لأول مرة عند زيارة طبيب متخصص، فيسألون: ما هو جهاز الكوبليشن؟ وهل هو أفضل من الطرق التقليدية؟ ولأي حالات يُنصح به؟

في هذا المقال سيتم توضيح فكرة عمل جهاز الكوبليشن، وأهم استخداماته في جراحات الأنف والأذن والحنجرة، ومميزاته وعيوبه بصورة متوازنة، مع توضيح دور الأستاذ الدكتور حسام الشريف، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بجامعة طنطا واستشاري جراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بالمنظار، في استخدام هذه التقنيات ضمن رؤية علمية دقيقة لخدمة مصلحة المريض. 

 

ما هو جهاز الكوبليشن؟

جهاز الكوبليشن هو جهاز جراحي يعمل بتقنية خاصة تجمع بين طاقة الترددات اللاسلكية ومحلول ملحي لتكوين ما يُسمى بـ مجال البلازما حول طرف الأداة الجراحية. هذا المجال يسمح بـ:

  • إذابة الأنسجة غير المرغوبة بدرجة حرارة منخفضة نسبيًا مقارنة بالكيّ الكهربائي التقليدي

  • تقليل التلف الحراري للأنسجة المحيطة

  • في كثير من الحالات، تقليل الألم والنزيف بعد الجراحة، وتسريع العودة للحياة الطبيعية

الفارق الأساسي أن جهاز الكوبليشن لا يعمل على حرق الأنسجة بدرجات حرارة عالية، بل يذيبها في نطاق حراري أقل، مع الحفاظ على قدر أكبر من سلامة الأنسجة السليمة المجاورة.

 

أهم استخدامات جهاز الكوبليشن في الأنف والأذن والحنجرة

أصبح جهاز الكوبليشن يُستخدم على نطاق واسع في عدد من جراحات الأنف والأذن والحنجرة، من أهمها:

1. استئصال اللوزتين بتقنية الكوبليشن

استئصال اللوزتين للأطفال أو الكبار من أكثر العمليات شيوعًا. استخدام الكوبليشن في هذه الجراحة يرتبط في كثير من الدراسات بـ:

  • ألم أقل بعد الجراحة

  • نزيف أقل أثناء وبعد العملية

  • سرعة أكبر في العودة للأكل والنشاط اليومي، خاصة عند الأطفال الذين يصعب عليهم تحمّل ألم شديد لفترات طويلة

2. استئصال اللحمية (الناميات الأنفية) عند الأطفال

يعاني كثير من الأطفال من تضخم اللحمية خلف الأنف، مما يسبب:

  • انسداد الأنف

  • الشخير

  • التنفس من الفم

  • التهابات متكررة في الأذن الوسطى

استخدام جهاز الكوبليشن في استئصال اللحمية يساعد في إزالة النسيج المتضخم بدقة، مع تقليل النزيف ومدة العملية، وغالبًا ما يتم ذلك مع إجراءات أخرى مثل استئصال اللوزتين أو تقليل حجم القرنيات الأنفية عند الحاجة. 

3. تقليل حجم القرنيات الأنفية السفلية

تضخم القرنيات الأنفية السفلية سبب شائع للانسداد المزمن في الأنف. في الحالات التي لا تستجيب للعلاج الدوائي، يمكن اللجوء إلى تقليل حجم القرنيات بتقنية الكوبليشن، وهي طريقة تهدف إلى:

  • تحسين مرور الهواء داخل الأنف

  • تقليل الحاجة للاعتماد الدائم على بخاخات الأنف

  • تحقيق نتيجة دائمة نسبيًا مع المحافظة على الغشاء المخاطي بقدر الإمكان

4. التدخل في بعض حالات الشخير وانقطاع التنفس أثناء النوم

في بعض حالات الشخير المرتبط بتضخم اللوزتين أو اللحمية أو القرنيات الأنفية، يكون استخدام جهاز الكوبليشن جزءًا من خطة جراحية شاملة تهدف لتحسين مجرى الهواء أثناء النوم، وبالتالي تقليل الشخير واضطرابات التنفس الليلية.

 

مميزات جهاز الكوبليشن مقارنة بالطرق التقليدية

رغم أن اختيار التقنية يعتمد على تقييم كل حالة، فإن الأبحاث والخبرة العملية تشير إلى عدد من المميزات المهمة لـ جهاز الكوبليشن:

  • ألم أقل بعد الجراحة في كثير من الحالات، خاصة في استئصال اللوزتين، مقارنة بالاستئصال التقليدي أو الكيّ الحراري

  • نزيف أقل أثناء العملية وبعدها بفضل قدرة الجهاز على إذابة النسيج مع إغلاق الأوعية الدموية الدقيقة في الوقت نفسه

  • تلف حراري أقل للأنسجة المحيطة بسبب انخفاض درجة الحرارة المستخدمة

  • عودة أسرع للحياة الطبيعية، وهو أمر بالغ الأهمية للأطفال والمرضى الذين لا يتحملون فترات نقاهة طويلة

  • دقة أكبر في التعامل مع الأنسجة، ما يجعلها مناسبة في الأماكن الحساسة داخل الأنف والبلعوم

مع ذلك، يظل جهاز الكوبليشن أداة ضمن مجموعة أدوات جراحية، وليس بديلًا مطلقًا لكل الطرق الأخرى؛ فاختيار التقنية يعتمد على تقييم علمي دقيق لحالة المريض وطبيعة النسيج المستهدف.

 

ما عيوب أو حدود استخدام جهاز الكوبليشن؟

من المهم التوازن في عرض الصورة؛ فكما أن جهاز الكوبليشن يقدم مميزات واضحة، هناك نقاط يجب الانتباه لها:

  • قد لا يكون مناسبًا لكل الحالات؛ فبعض المرضى يحتاجون إلى تقنيات أخرى بحسب شكل اللوزتين أو اللحمية أو القرنيات الأنفية

  • الجهاز أكثر تكلفة من بعض الطرق التقليدية، وقد ينعكس ذلك على التكلفة الإجمالية للعملية في بعض المراكز

  • يحتاج إلى خبرة خاصة من الجراح في التعامل مع هذه التقنية وضبط إعداداتها؛ لأن سوء الاستخدام قد يؤدي إلى حرق نسيج أكبر من المطلوب أو عدم تحقيق النتيجة المرجوة

لذلك لا ينبغي للمريض أن يختار التقنية بنفسه، بل يناقش الأمر مع الطبيب المتخصص الذي يوازن بين الفوائد والقيود لكل طريقة.

 

لماذا يلجأ كثير من المرضى إلى جهاز الكوبليشن مع دكتور حسام الشريف؟

يبحث المريض اليوم عن أكثر من مجرد اسم تقنية؛ هو يريد طبيبًا:

  • متخصصًا في جراحات الأنف والأذن والحنجرة

  • مطلعًا على التقنيات الحديثة مثل جهاز الكوبليشن

  • صاحب خبرة أكاديمية وعملية طويلة في هذا المجال

يُعد الأستاذ الدكتور حسام الشريف واحدًا من الأسماء البارزة في هذا التخصص؛ فهو:

  • أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب – جامعة طنطا

  • حاصل على دكتوراه في الأنف والأذن والحنجرة من جامعة جينيف بسويسرا

  • استشاري جراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة بالمنظار

  • مشارك في ورش عمل ومؤتمرات علمية متخصصة في مناظير الأنف والجيوب وقاع الجمجمة

هذه الخلفية العلمية والعملية تمنحه القدرة على:

  • اختيار الحالات المناسبة لاستخدام جهاز الكوبليشن

  • دمج الكوبليشن مع مناظير الأنف والجيوب لتحقيق أفضل رؤية وأعلى دقة

  • وضع خطة علاجية متكاملة، لا تقتصر على إزالة نسيج معين فحسب، بل تهدف إلى تحسين وظيفة التنفس، وتقليل الالتهابات، ومعالجة سبب المشكلة من جذوره قدر الإمكان

 

كيف يتم التحضير للجراحة باستخدام جهاز الكوبليشن؟

قبل استخدام جهاز الكوبليشن في أي عملية، يمر المريض بعدة خطوات منظمة، من بينها:

  • تقييم شامل للحالة يشمل التاريخ المرضي، والأعراض، وطبيعة الشكوى (انسداد أنف، شخير، التهابات متكررة، صعوبة في البلع عند الأطفال، إلخ)

  • فحص دقيق بالمنظار للأنف والبلعوم والحنجرة حسب نوع المشكلة

  • طلب الفحوص اللازمة مثل التحاليل العامة أو الأشعة في حال الحاجة إليها

  • مناقشة الخيارات العلاجية مع المريض أو أهل الطفل، وشرح الفرق بين استئصال اللوز أو اللحمية بالطرق التقليدية وبين استخدام جهاز الكوبليشن

  • شرح ما يخص التخدير ومدة الجراحة والعودة المتوقعة للنشاط اليومي

هذا الأسلوب يساعد المريض على اتخاذ قرار واعٍ، ويجعل العملية جزءًا من خطة واضحة، لا خطوة مفاجئة غير مفهومة.

 

ما بعد الجراحة: ماذا يتوقع المريض مع جهاز الكوبليشن؟

بعد إجراء العملية باستخدام جهاز الكوبليشن، تختلف التفاصيل حسب نوع الجراحة (لوز، لحمية، قرنيات أنفية…) وعمر المريض، لكن بشكل عام يمكن أن يتوقع المريض:

  • ألمًا يمكن التحكم فيه بأدوية مسكنة يُحددها الطبيب

  • في كثير من الحالات، نزيفًا أقل من الطرق التقليدية، مع ضرورة الانتباه لأي نزيف غير طبيعي وإبلاغ الطبيب فورًا

  • إمكانية العودة للأكل تدريجيًا وفق تعليمات محددة (خاصة في استئصال اللوزتين)

  • تعليمات واضحة بخصوص النشاط البدني، وتجنب المجهود العنيف، ومدة البقاء في المنزل أو العودة للمدرسة/العمل

  • مواعيد متابعة يراجع فيها الطبيب مكان الجراحة، ويتأكد من التئام الجرح وتحسن الأعراض

إتباع التعليمات بدقة جزء أساسي من نجاح أي عملية، حتى لو كانت التقنيات المستخدمة مثل جهاز الكوبليشن متطورة وحديثة.

 

الخلاصة

جهاز الكوبليشن يمثل إضافة مهمة إلى جراحات الأنف والأذن والحنجرة؛ فهو يجمع بين تقليل الألم والنزيف والحفاظ على الأنسجة المحيطة قدر الإمكان، مع إمكانية العودة السريعة للحياة اليومية في كثير من الحالات.

مع ذلك، يبقى الأهم هو اختيار الطبيب المتخصص القادر على تحديد متى يكون جهاز الكوبليشن هو الخيار الأفضل، ومتى تكون التقنيات الأخرى أكثر ملاءمة. هنا يظهر بوضوح دور الأستاذ الدكتور حسام الشريف افضل دكتور انف واذن وحنجره في مصر، بخبرته الأكاديمية والعملية في جراحات الأنف والجيوب الأنفية وقاع الجمجمة، في تقديم تقييم دقيق لكل حالة، واختيار التقنية الأنسب التي تحقق للمريض أكبر فائدة ممكنة بأقل قدر من المخاطر.

كل مريض حالة خاصة، وكل قرار جراحي يجب أن يُبنى على فهم كامل للأعراض، والفحوص، والتقنيات المتاحة. وجود تقنيات متقدمة مثل جهاز الكوبليشن في أيدي خبير متخصص يمنح المريض فرصة أفضل لعلاج مشكلته من جذورها، والعودة إلى تنفس أفضل، وحياة أكثر راحة، وجودة يومية أعلى بإذن الله.

شارك المقالة:
د. حسام الشريف

أستاذ الأنف والأذن والحنجرة – كلية الطب، جامعة طنطا

عناوين العيادات

عيادة طنطا
مركز ايجنت طنطا
عيادة ايتاى البارود
عيادة سيتى كلينيك
مركز ايجنت التجمع الخامس
عيادات كليوباترا التجمع الخامس

مقالات ذات صلة